الطيور تهاجر لتموت ( بقلمي)

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
سيدنا و حبيبنا محمد النبي العربي الأمين
و رضي الله تعالى على صحابته الكرام الميامين
و التابعين باحسان الى يوم الدين
أما بعد...
اخواني و أخواتي اعضاء و رواد منتدى القصص القصيرة
السلام عليكم جميعا
------------------------
مال ... غنى.... عيشة كريمة.... سيارات فارهة.... أرصدة بنكية... فتيات شقراوات ... هذا كل ما هو متداول في أوساط الشباب و الحصول عليه أصبح ضرورة الضرورات وسابقة الأولويات في ذهن كل شاب عربي مثقف أو أمي فالعلم و الجهل سيان في زمن الرداءة.وكل شيئ مباح في سبيل تحقيق الذات كا يدعون فكل يرى تحقيق ذاته من خلال عبور الضفة البحرية الفاصلة بين بلده و بلاد الجن و الملائكة و بلاد الثيران الهاائجة وحتى بلاد الأتراك المهم عند هذه الذهنيات هو الخروج من الجلد و تغييره الى جلد يراه الأنسب و الأفضل حتى و لو كان جلد ثعبان سام أو حيّة قاتلة.
فارع القامة، وسيم تشع من عينيه أصوله العربية القحّة والتي يحبذ اخفاءها من خلال حديثه بلغة الفرنجة ، و تفضيله الأناقة العصرية كما يسميها و يحلو له دوما التشدق بما اكتسبه من أموال بشطارته و معارفه هنا و هناك و من الاوساط المرموقة في تلك البلاد التي يبقى فيها الغريب غريبا حسب مفاهيمها التي لا يفقهها أمثال هذا العربي المتفرنس الذي غيّر جلده فأصبح بقدرة قادر(جاك) بعد أن كان قبل سنوات فقط (سالم) و ما هو بسالم لأن التلوث الذهني قد تمكن منه فصار معول تهديم بدل أن يكون وسيلة بناء.
سالم تربى و ترعرع في أحضان اسرة تفتخر باصلها و دينها رغم حاجتها و فقرها فالوالد لم يكن سوى فلاحا يرتزق مما تجود به قطعته الجبلية الصغيرة من حبوب و الأم فلاحة تستيقظ كل صباح على صياح الديكة و لا تنام الا بعد أن يخلد الجميع الى الفراش لا يهمها في كل ذلك الا أن ترى فلذات كبدها و من بينهم (سالم) شخصيات مهمة في مجتمع عربي مسلم أصيل فكان الحلم بسيطا بساطة الوالد و الوالدة اللذين حرما نفسيهما من كل طيب لغاية اسمى و هي تعليم (سالم) خاصة و انه كان آخر العنقود
ولم يكن الله تعالى ليخيب ظن الوالدين فصار سالم من المتفوقين في كل مراحله الدراسية الا أن التحق بالجامعة فكان من الأوائل الذين استفادوا من منحة الدولة لمتابعة التعليم في جامعات مدينة الجن و الشياطين ( عفوا .. الملائكة) .....
لم يتأخر سالم في اعداد وثائقه و متاعه لأن الحلم الذي كان يراوده ها هو قاب قوسين أو أدنى من التحقيق و ما تحقيقه الا مسألة وقت قصير هو التحاقه بجامعة باريس........ كان ينتظر موعد السفر على أحر من الجمر فلم يأبه بتأوهات الأم التي كانت تبكي حرقة كيف لا و هي ترى ولدها يغادر بلده الى المجهول و لا تعرف الام سيؤول مصير هذا الشاب الوسيم في زخم المتناقضات هناك.
جاء يوم السفر فودع الاب و الام ولدهما بكم من النصائح و الدعوات و هو يهز رأسه مبديا تفهمه و انصياعه لأقوالهما بالرغم من أن داخله كان يقول ما بال والدي ؟ أأنا صغير ؟ أليس من واجبها أن يفرحا لي ؟ تساؤلات لاحت بسرعة في ذهن احب العشرين ربيعا و هو يقبلهما مودعا و قلبه يكاد يطير فرحا لأنه سيهجر الفقر و الفاقة و الحرمان التي كان يراها في عيشته .
طار سالم في يوم ممطر عاصف و كأن السماء كانت حزينة لحزن تلك الأم فشاطرتها البكاء و الطبيعة وجهها متجهم عريت من البسمات و السرور ... و سالم يرسم في مخيلته مستقبلا آخر بعيد كل البعد عن تطلعات الوالدين و حتى عن تطلعات البلد الذي أرسله على نفقته للتعليم و التكوين
كان منذ البداية جاحدا و مترصدا باصرار لاي فرصة تتاح له لمغادرة هذا الوطن الذي لم يعطه كما قال الا الفقر و الحاجة و ما ان وطئت قدماه أرض الغربة حتى تنهد الصعداء فرحا و ابتهاجا لما منّ الله عليه من فضل كما كان يردد دوما رغم أنه لم يكن مواظبا على أداء الفروض الشرعية ....
يتبع بجزء ثان و أخير

شكرا أخي

» قصة حب حقيقية حزينة على النت(بقلمي)