{
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ، هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }</SPAN>
</SPAN>
إ</SPAN> نَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له</SPAN>
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله</SPAN>
{
يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }</SPAN>
{
يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }</SPAN>
{
يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }</SPAN>
</SPAN>
أما بعد :</SPAN>
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها ،</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .</SPAN> </SPAN>
عباد الله ..</SPAN>
عباد الله ..</SPAN>أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين ..</SPAN>
مبشرين لمن أطاع الله وحده ولم يشرك به شيئاً ،وأطاعه بفعل أوامره ، وترك نواهيه بأنَّ له جنّة عرضها السماوات والأراضين ..</SPAN>
ومنذرين ب </SPAN>{ نَاراً تَلَظَّى ، </SPAN>لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ، الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى }</SPAN> </SPAN>
عباد الله..</SPAN>
ساءت أحوال من الناس ، وقلَّ أدبهم مع ربِّ الناس.. </SPAN>
فكثرت المعاصي والمنكرات.. </SPAN>
وعزفت القينات..</SPAN>
وأكلت الأموال الربويات..</SPAN>
وكثُر المستهزئين بالدين وأهله والمستهزئات..</SPAN>
وهُجرت المساجد ، واستُهين بالصلوات..</SPAN>
وما ذاك إلا لأنهم غفلوا عن عذاب الجبَّار جلَّ جلاله .. </SPAN>
وما ذاك إلا لأنهم غفلوا عن عذاب الجبَّار جلَّ جلاله .. </SPAN>فكان لا بدّّ من تذكير أنفسنا وتذكير هؤلاء بطرف من أخبار النار وأهلها .. </SPAN>
فكان لا بدّّ من تذكير أنفسنا وتذكير هؤلاء بطرف من أخبار النار وأهلها ..</SPAN>علها تخشع القلوب..</SPAN>
ويرتدع العاصي ويتوب..</SPAN>
ويقلع الناس عن المعاصي والذنوب ..</SPAN>
عباد الله ..</SPAN>
النار موعد المجرمين المكذبين ، والمعاندين ، والمستهزئين .. </SPAN>
النار موعد المجرمين المكذبين ، والمعاندين ، والمستهزئين </SPAN>كما قال الله : </SPAN>{ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ، </SPAN>لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> </SPAN>
إذا كُبّوا فيها على وجوههم أغلقت أبوابها وأوصدت فلا سبيل للهرب أو الخروج .. قال الله : </SPAN>{ إنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ، فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ }</SPAN> </SPAN>
يحاولون الخروج فتتصدى لهم </SPAN>{ مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } </SPAN>
قال الله : </SPAN>{ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } .</SPAN>
سيشاهدها الجميع ، وسيؤتى بها على مرأى ومسمع من الخلائق أجمعين..</SPAN>
في ذلك اليوم الذي سيجمع الله فيه الأولين والآخرين </SPAN>{ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } </SPAN>
سيشهد الناس قدوم جهنم.. </SPAN>
وسيرونها عياناً.. </SPAN>
وسيسمعون تغيظها والزفير ..</SPAN>
قال الله </SPAN>{ إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً ، وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً ، </SPAN>لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً } .</SPAN>
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال </SPAN>
يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها )</SPAN>
لو تركت على أهل المحشرعباد الله </SPAN>..</SPAN>
لو تركت النار على أهل المحشر عباد الله لأتت على برهم وفاجرهم ..</SPAN>
فلا إله إلا الله ..</SPAN>
كيف سيكون حالي وحالك إذا اشتد الفرق، وسال العرق ؟؟!!</SPAN>
كيف سيكون حال وحالك </SPAN>{ إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً ، وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } ؟؟!!</SPAN>
أي والله ..لن ينفع الندم ، ولن تنفع الذكرى..</SPAN>
سيندم العصاة على ما سلف من المعاصي والذنوب ..</SPAN>
بل وسيندم أهل الطاعات ويتمنون أن لو زادوا في الأعمال الصالحة والقربات ..</SPAN>
سيؤتى بجهنم .. وسيندم كل جبار عنيد ..</SPAN>
فإذا جاءت بأمر الله تبارك وتعالى جاءت بالهول الأكبر ، والفرغ الأعظم..</SPAN>
سيخرج من نَفَسِهَا وهج شديد..</SPAN>
ويُسمع من جوفها دوي سلاسل وحديد ..</SPAN>
ويسمع الخلائق الشهيق ، ويرون الحريق ..</SPAN>
فإذا نظرت في أهل المعاصي ثارت ، وفارت ، وتفلتت من الملائكة الذين يسحبونها تنادي وتقول غاضبة لغضب ربها : </SPAN>
لأنتقمنَّ اليوم ممن خلقته </SPAN>وعبد سواك ..</SPAN>
لأنتقمنَّ اليوم ممن أكل رزقك وعصاك ..</SPAN>
لأنتقمنَّ اليوم ممن أسبغت عليه نعمك ونساك ..</SPAN>
ستزفر زفرة فتصيح الخلائق بأعلى صوتها : </SPAN>
يالله .. </SPAN>
تزفر زفرة فتصيح الخلائق بأعلى صوتها : </SPAN>يالله ..</SPAN>ثم تزفر زفرة ثانية فتجثو الأمم على ركبها ..</SPAN>
ثم تزفر ثالثة فتتساقط الخلائق على وجوهها ..</SPAN>
ثم تتابع المشاهد والأهوال في ذلك المنظر ، وفي ذلك اليوم العظيم ..فيفر الناس إلى آدم ، </SPAN>وإلى نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وكلهم ينادي : نفسي نفسي لا أسألك غيرها ..
نفسي نفسي لا أسألك غيرها ..</SPAN>
ثم يأذن الجبَّار بفصل القضاء بعد شفاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فينادي الجبَّار جلَّ جلاله : لقد اشتدَّ غضبي على من قلّ حياءه معي ..</SPAN>
ولسان حال العصاة : </SPAN>
ما اعتذاري ؟ .</SPAN>
وما أقول لربي في سؤالي ؟ وما يكون مقالي ؟.</SPAN>
فينادي الجبار : يا آدم ..
يا آدم _ على مسمع من الخلق أجمعين _ يا آدم أخرج بعث النار ..</SPAN>
فيقول :يا ربي لبيك وسعديك ، وما بعث النار ؟!. </SPAN>
قال من كل ألف أراه قال تسعمئة وتسعة وتسعون إلى النار فحينها</SPAN> { تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ })</SPAN> </SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>( حينها في تلك اللحظات </SPAN>
{ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد } ).</SPAN></SPAN>
وإذا الجنين بأمه متعلقٌ هذا بلا ذنب يخاف لهوله
</SPAN> | </SPAN> | خوف الحساب وقلبه مذعور كيف المقيم على الذنوب دهور
</SPAN> |
عندها والله ..</SPAN>
تعظم الخطوب.. </SPAN>
وتظهر القبائح والعيوب..</SPAN>
ويندم أهل المعاصي والذنوب ..</SPAN>
عباد الله ..</SPAN>
مهما قلنا ، ومهما وصفنا ، فلن يبلغ العقل معرفة اتساعها ..</SPAN>
إنها محرقة هائلة..</SPAN>
دركات بعضها فوق بعض.. </SPAN>
تُلقى فيها النجوم والشموس كما تلقى الأحجار الصغيرة في البئر العظيمة..</SPAN>
وتتضخم أجساد أهلها حتى إنه ليكون ضرس أحدهم كجبل أحد..</SPAN>
وما بين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام ..</SPAN>
وسمك جلده مسيرة ثلاثة </SPAN>أيام ..</SPAN>
فيكون جثمان الواحد من أهل النار كأعظم جبل من جبال الدنيا..</SPAN>
عند مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( </SPAN>ضرس الكافر أو ناب الكافرمثل أحد ، وغلظ </SPAN>جلده مسيرة ثلاثة أيام ) .</SPAN>
وعند البخاري قال صلى الله عليه وسلم : ( ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع ) .</SPAN>
وعند الترمذي قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مجلس الكافر من جهنم كما بين مكة والمدينة ) .</SPAN>
ومع أنه يلقى فيها من كل ألف تسعمئة وتسعة وتسعون على ذلك الوصف و </SPAN>الضخامة فإنهم لا يملأونها </SPAN>:{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } .. </SPAN>
{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } .. </SPAN>{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } ..</SPAN>فحرها شديد ..</SPAN>
وقعرها بعيد ..</SPAN>
يهوي الحجر فيها سبعين عاماً لايبلغ </SPAN>قعرها ..</SPAN>
فيها جبال من نار ، وكهوف ، وتهاويل ..</SPAN>
فيها أنهار من قيح وصديد ..</SPAN>
فيها حياتٌ كأمثال أعناق البخت ، وعقاربٌ كأمثال البغال يسري سمها في أجسام أهل النار يعمل عمل النار أو أشد من ذلك النار..</SPAN>
فيا ويل من هذا حاله ..</SPAN>
ويا خيبة من هذا مآله ..</SPAN>
اسمع وقل : يا الله .. </SPAN>
اسمع وقل : يا الله ..</SPAN>عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد مع أصحابه قال : </SPAN>( لو كان في هذا المسجد مئة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نَفَسه لاحترق المسجد ومن فيه ) </SPAN>
إنها دار الخزي والبوار .. </SPAN>
إنها دار الخزي والبوار ..</SPAN>خلقها الله لعصاة الجن والإنس وبهما تمتلئ .. قال الجبَّار </SPAN>:{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } ..</SPAN>
أُمرنا بالتعوذ منها صباح مساء ، وفي أدبار الصلوات فإنها بئس المثوى وبئس القرار..</SPAN>
ليس لأهلها فيها إلاَّ التوبيخ والتقريع والذل والهوان ..</SPAN>
قال الله </SPAN>{ وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ، إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ ، تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ، قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ، وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ، فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ }..</SPAN>
</SPAN>
واهاً على أحوال قومٍ أعرضوا ومن احتمى بغير حماكم يا نائمين تيقظوا من نومكم لم يا معرضين عن الكريم تعرضوا خلوا الغرور فكل شيء هالك
</SPAN> | </SPAN> | عن بابكم كم فاتهم خيرات حلت به الآفات والهلكات يبقَ من قرب الحبيب سبات فلربكم في دهركم نفحات لا شك إلا : اللهُ والطاعات
</SPAN> |
{ فَأَمَّا مَن طَغَى ، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }.</SPAN>
اسمع يا صاحب القلب .. </SPAN>
واسمع يا صاحب الضمير الحي ..</SPAN>
اسمع يا رعاك الله ..</SPAN>
فإذا قضى الله بين العباد ، وحكم على عبد من عباده بالنار بعد أن قرره بذنوبه وآثامه ، ثم نادى الجبار : </SPAN>
يا ملائكتي خذوه ، ومن عذابي أذيقوه ، فلقد اشتدَّ غضبي على من قلَّ حياؤه معي ، فيقول سبحانه </SPAN>{ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ، ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } ..</SPAN>
وقال سبحانه:</SPAN> { خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ ، ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ }</SPAN>
قال المفسرون : فيبتدره سبعون ألفاً منهم – أي من الزبانية – فيسوقونه سحباً ودفعاً إلى وسط الجحيم ، فيأتيه ملك من ملائكة النار فيضربه بمقمعة من حديد فتفتح دماغه ، ثم يصب الحميم على رأسه ، فينزل في بدنه فيسلت ما في بطنه من أمعائه حتى تمرق من كعبيه ، ثم يقال له على وجه التهكم والتوبيخ </SPAN>{ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }..</SPAN> </SPAN>قال ابن عباس : أي لست بعزيز ولا كريم .</SPAN>
هناك في قعر جهنم ليس لهم من طعام إلا الضريع الذي </SPAN>{ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ }</SPAN> </SPAN>
ليس لهم إلا القيح والصديد ..</SPAN>
وليس لهم شراب إلا من حميم..</SPAN>
عند أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى </SPAN>: ( </SPAN>{ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ ، يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ }</SPAN> قال : يقرب إليه فيكرهه ، فإذا أُدني منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطَّع أمعاءه حتى يخرج من دبره ).</SPAN>
أما قال الله واصفاً ماءهم : </SPAN>{ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ } ..</SPAN>
أما أخبر الله عن صياحهم واستغاثتهم فقال </SPAN>:{ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }..</SPAN>
لا يشرب برضاه بل قهراً وقصراً، وتضربه الملائكة بمطارق من حديد ..</SPAN>
وليت الحال ينتهي عند القيح ، والصديد ، والشراب ، والطعام الذي لا يستساغ.. </SPAN>
بل من وراء ذلك العذاب عذاب وعذاب ..</SPAN>
صنوف وأنواع كما قال الله : </SPAN>{ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ }</SPAN> أي وله من بعد هذه الحال عذاب آخر غليظ صعب أشد وأغلظ من الذي قبله وأدهى وأمر ..</SPAN>
صنوف من الطعام ، وصنوف من الشراب ، وصنوف من العذاب ..</SPAN>
أما سمعت عن شجرة الزقوم .. </SPAN>
أما سمعت عن شجرة الزقوم ..</SPAN> </SPAN>والله قد سمعنا ، وجاءنا من خبرها ، فأين أثر ذلك في قلوبنا !!!</SPAN>
أعطني سمعك واسمع كلام ربك : </SPAN>{ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ، إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ، فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ، ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ ، ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ }</SPAN>
قال صلى الله عليه وسلم عن هذه الشجرة : </SPAN>( لو أنَ قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>فكيف بمن تكون طعامه</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>(</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>..</SPAN></SPAN>
فإذا أكلوا منها وقطعت أمعاءهم من نتنها ، وشدة حرارتها أرادوا الماء ..
أرادوا الماء لإطفاء ذلك النار الذي اشتعل في بطونهم وأمعائهم فلا يجدون إلا شراباً من حميم يزيد من النار ناراً ، فيشربون منه كما تشرب الناقة الهيماء التي تشرب ولا ترتوي من شدة عطشها ومرضها .. فوصف الله ذلك فقال : </SPAN></SPAN>{ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ، فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ، فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ، هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ، نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ }.</SPAN>
ليت الأمر ينتهي على طعام وشراب..</SPAN>
بل تعذيب جسدي أيضاً لا يستساغ ولا يطاق..فتُشوى وجوههم في النار ، كلما نضجت تلك الجلود بدلوا غيرها ، فتحرق النار صدورهم حتى تبلغ قلوبهم كما قال الله : </SPAN>{ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ }</SPAN> أي التي يدخل لهيبها إلى الفؤاد ، فتوضع أحجار نارية على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج الحجر من ظهره ، ويوضع فوق ظهره حتى يخرج من صدره .</SPAN>
عند مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( بشر الكنَّازين برضف يحمى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ، ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل ) </SPAN></SPAN>
وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم كانوا يظلمون..</SPAN>
ضيعوا الصلوات.. </SPAN>
وانغمسوا في المحرمات.. </SPAN>
وتكبروا على أوامر ربّ الأرض والسماوات..</SPAN>
فاليوم يجزون عذاب الهون بما كانوا يفسقون ..</SPAN>
ليس لهم مأوىً ، ولا مآل ، ولا مصير إلا النار ..</SPAN>
تحيط بهم ، وتأتيهم من كل مكان ..</SPAN>
ظلموا ، وتكبروا ، وتجبروا ، وجابوا الصخربالواد...تناسوا أنَّ ربك لهم بالمرصاد..</SPAN>
أمرهم الله أن لا يركنوا إلى الذين ظلموا فتمسهم النار.. فأبوا ، وعاندوا ، وطغوا في البلاد ، وأظهروا فيها الفساد فكانت جهنم لهم بالمرصاد ..</SPAN>
قال ربُّ العباد : </SPAN>{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً ، </SPAN>لِلْطَّاغِينَ مَآباً ، لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً ، لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً ، إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً ، جَزَاء وِفَاقاً ، إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَاباً ، وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً ، وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً ، فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً }.</SPAN> </SPAN>
يالله..</SPAN>
كيف لو أبصرتهم ..
كيف لو أبصرتهم وهم على وجوههم في النار يسحبون ..</SPAN>
يا الله..</SPAN>
كيف لو سمعت صراخهم وعويلهم وهم لا يسمعون ولا يبصرون .. </SPAN>
يناديهم أصحاب الجنة وهم على تلك الحال من الذل ، والعذاب ، والهوان فيقولون لهم ما أخبر الله : </SPAN>{ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }</SPAN>
كلما دخلت أمة إلى النار لعنت أختها ..يتسابون ، ويتلاعنون ، ويتلاومون ، وكلهم في العذاب خالدون ..</SPAN> </SPAN>
يشمت بهم الشيطان ويتبرأ منهم قائلاً لهم : </SPAN>{ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم }..</SPAN>
نعم إنَّ الله وعدكم وعداً صادقاً .. فعصيتم وكذبتم.. </SPAN>
والشيطان وعدكم وعداً كاذباً .. فأجبتم وصدقتكم.. </SPAN>
فلن ينفعكم حينها ندم ولا حسرات ..</SPAN>
يقولون</SPAN> :{ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }..</SPAN>
يقولون </SPAN>{ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }..</SPAN> </SPAN>
فلا يسمع كلامهم ، ولا يجاب دعاءهم ، ولا يرحمون ..</SPAN>
إنها النار.. عباد الله ..</SPAN>
إنها النار .. يا عباد الله ..</SPAN>دار الذل والهوان ..</SPAN>
دار العذاب والخذلان..</SPAN>
إنها.. دار الشقاء والندامة والبكاء..</SPAN>
تجري دموعهم في نار جهنم بحاراً وأنهاراً ولن ينفعهم البكاء </SPAN>{ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } </SPAN>
نريد أن نحافظ على الصلوات ..</SPAN>
نريد أن نشهد الجمعه والجماعات ..</SPAN>
عن أبي موسى رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال </SPAN>: ( إنَّ أهل النار لبيكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت ، وإنهم ليبكون الدم – يعني مكان الدموع – ولن ينفعم والله البكاء ) ..</SPAN>
</SPAN>
النار منزل أهل الكفر كلهم جهنم ، ولظى ، من بعدها حطما وبعد ذلك جحيم ، وهاوية فيها غلاظٌ شدادٌ من الملائكة لها مقامع للتعذيب مرصدة سوداء موحشة ، شعثاء مظلمة ، فيها العقارب،والحيات قد جُمعت لها إذا ما غلت زفير يقلِّبهم
</SPAN> | </SPAN> | طباقها سبعة مُسودة الحصر ثم السعير ، ثم الهول في سقر تهوي بهم في كل حرث مستعر قلوبهم شدة أقسى من الحجر كل كسرٍ لديهم غير منجبر دهماء محرقة ، دواحة البشر جلودها </SPAN>البغال الزهر والحمر ما بين مرتفع منهم ، ومنحدر
</SPAN> |
</SPAN>
سأل الحجاج سعيد بن جبير : بلغني أنك لم </SPAN>تضحك قط .. </SPAN>
قال : كيف أضحك وجهنم قد سُعرّت ، والأغلال قد نُصبت ، والزبانية قد أعدت!!.</SPAN>
وقيل لمحمد بن واسع لما لا تتكأ في المجالس ؟!.</SPAN>
قال إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفاً ..</SPAN>
عباد الله ..</SPAN>
عباد الله ..</SPAN>كثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله ، وعفوه ، وكرمه.. </SPAN>
فضيعوا أوامره ونواهيه ..</SPAN>
تناسوا أنه </SPAN>{ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .. </SPAN>
وأنه </SPAN>{ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } ..</SPAN>
أما سمعوا قول الله </SPAN>:{ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }</SPAN>
{ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}</SPAN>
فيا أخواني..</SPAN>
انجوا بأنفسكم من النار .. </SPAN>
انجوا باأنفسكم من النار ..</SPAN>ووالله ..</SPAN>
إن لم تتداركنا رحمة العزيز الغفار </SPAN>{ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } </SPAN>
فاجعل..</SPAN>
همك وشغلك الشاغل الفرار والنجاة من النار..</SPAN>
فإنك إن نجوت من النار دخلت الجنة ودرء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح ..</SPAN>
</SPAN>
</SPAN></SPAN>
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم</SPAN> الخطبة الثانية : </SPAN>
</SPAN>الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه </SPAN>اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه ..</SPAN></SPAN>
أحبتي.. أخواني ..</SPAN>
أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..
أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإن المتقين في جنات وعيون وعن النار مبعدون ..</SPAN>
احبتي.. أخواني ..</SPAN>
أما تشفقون من نار جهنم ؟!..</SPAN>
أما تشفقون من نار جهنم </SPAN>وما فيها من العذاب والأنكال ؟؟!!..</SPAN>
أما تعتبرون بهذه الأحوال ؟؟!!..</SPAN>
أما تحذرون من سلاسلها والأغلال؟؟!! ..</SPAN>
واعجباً والله .. </SPAN>
واعجباً والله..</SPAN> لمن يقرع سمعه ذكر السعير ، وهو بالله من عذابها غير مستجير !!..</SPAN>
أفيك جَلَد على الجحيم والصديد والزمهرير ؟؟!!..</SPAN>
أفيك جَلَد على نار وقودها الناس والحجارة ؟؟!!.</SPAN>
أم قد رضيت لنفسك بهذه الخسارة !!..</SPAN>
عباد الله ..</SPAN>
إنَّ من أعظم جرائم أهل النار استهزاءهم بالدين وبأهله .. </SPAN>
إنَّ من أعظم جرائم أهل النار استهزاءهم بالدين وبأهله ..</SPAN>ولقد كفَّر الله المستهزئين ولم يقبل اعتذارهم ، فقال سبحانه عنهم : </SPAN>{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }</SPAN> </SPAN>
أخبر الله عنهم أنهم كانوا يستهزئون بعباده وأوليائه فقال </SPAN>:{ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ، فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } </SPAN>
نعم عباد الله ..</SPAN>
سخرية واستهزاء بعباد الله .. </SPAN>
وهمزٌ ولمزٌ بهم في شاشاتهم وقنواتهم وجرائدهم ومجلاتهم ..</SPAN>
بل حملهم بغضهم على عباد الله الصالحين أن نسوا معاملة الله ومراقبته ..</SPAN>
فلن يضر الصالحين ضحك أولئك واستهزائهم وسخريتهم فلقد قال الله : </SPAN>{ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ }</SPAN>
هم الفائزون بالسعادة والسلامة والجنة والنجاة من النار ..</SPAN>
ويا خسارة المستهزئين ..</SPAN>
وويل.. </SPAN>
لأؤلئك الذين طاشت عقولهم..</SPAN>
وتمادوا في ضلالهم وغيهم ،وسخروا بالدين وأهله ..</SPAN>
فويل لهم إن لم يتوبوا ويستغفروا ، وإلاَّ </SPAN>{ َسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }..</SPAN>
عباد الله.. </SPAN>
يتمنى أهل النار الخروج من النار فلاتتحقق أمنيتهم .. </SPAN>
يتمنون الخروج لشدة ما يلقون من العذاب والنكال ..</SPAN>
قال الله مبيناً تلك الحال : </SPAN>{ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ، وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ، كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }.. </SPAN>
ويزيد من عذابهم وما هم فيه من النكال تقريع الله لهم وتوبيخه إياهم على ما ارتكبوه من الكفر ، والمآثم ، والمحارم ، والعظائم التي أودت بهم في ذلك المكان فيقول الله لهم : </SPAN>{ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } ..</SPAN>
ألم نرسل إليكم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>الرسل ؟! </SPAN>
وأنزلنا عليكم الكتب ؟! </SPAN>
وبينا لكم صراطنا المستقيم ؟!.</SPAN>
فما عذرهم ؟؟؟!!.</SPAN>
وما حجتهم ؟؟؟!!.</SPAN>
قالوا : </SPAN>{ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ }</SPAN> أي قد قامت علينا الحجة ولكن كنا أشقى من أن ننقاد لها ونتبعها ، ثم يرفعون أمنيتهم وهم في النار </SPAN>{ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } </SPAN></SPAN>
أرجعنا إلى الدنيا .. سنصلي ونصوم ولن نعود إلى ما سلف من الكفر والذنوب والعصيان والجحود فإن عدنا إلى ذلك فنحن ظالمون مستحقون للعقاب ..</SPAN>
فيأتيهم الجواب صارماً قوياً من ربَّ العالمين </SPAN></SPAN>{ قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ
}..{ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ }..</SPAN>
هذا هو الجواب حين يسألون الخروج من النار والرجعة إلى هذه الدار ..</SPAN>
اخْسَؤُوا فِيهَا </SPAN>: أي امكثوا فيها صاغرين أذلاء مهانين ..</SPAN>
وَلَا تُكَلِّمُونِ </SPAN>: لا تعودوا إلى سؤالكم ، فإنه لا جواب لكم عندي ، ولا أمل في الخروج..</SPAN>
فيكون هذا آخر عهدهم بربهم .. </SPAN>
فيكون هذا آخر عهدهم بربهم ..</SPAN>فلا تسمع لهم بعدها إلا الزفير والشهيق في السعير .. </SPAN></SPAN>
فلما آيسوا من الخروج يطلبون مطلباً آخر .. </SPAN>
يطلبون الموت .. </SPAN>
يتمنون الفناء .. </SPAN>
فلا يفنون ويموتون ..</SPAN>
ولأنه لا سبيل للكلام مع ربهم يكلمون مالكاً خازن النار : </SPAN></SPAN>
يا مالك لقد نضجت منا الجلود..</SPAN>
يا مالك لقد تقطعت منا الكبود..</SPAN>
يا مالك الموت خير من الوجود ..</SPAN>
قال الله مخبراً عنهم ، وعن أمنيتهم الأخيرة </SPAN></SPAN>{ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }</SPAN> أي يقبض أرواحنا فيريحنا مما نحن فيه.. </SPAN>
فيأتيهم الجواب بعد عشرات من السنين </SPAN>{ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }</SPAN> أي لا خروج لكم منها ولا محيد لهم عنها ..</SPAN>
ثم بين الله سبب شقوتهم وهوانهم وهو مخالفتهم للحق ومعاندهم فقال </SPAN>:{ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }</SPAN> </SPAN>.أي بيَّنا لكم الحق ، ووضحناه ، وفسرناه..ولكنكم كنتم للحق كارهون ..وعنه مائلون..</SPAN>
فلا خروج ولا موت بل خلود في العذاب المهين ..</SPAN>
فخابوا وخسروا ..</SPAN> </SPAN>
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة ودخل أهل النار النار جيء بالموت على صورة كبش أقرن أملح بين الجنة والنار ..</SPAN>
ثم يُنادى : يا أهل الجنة تعرفون هذا ؟!.</SPAN>
فيشرئبون فينظرون يقولون : نعم </SPAN>نعرفه ، هذا الموت ..</SPAN>
ثم يُنادى بأهل النار : يا أهل النار تعرفون هذا ؟!.</SPAN>
فيشرئبون فينظرون ويقولون : نعم نعرفه ، إنه الموت ..</SPAN>
قال فيؤمر به فيذبح بين الجنة والنار..</SPAN>
ثم يُنادى : يا أهل الجنة خلود فلا موت..</SPAN>
ويا أهل النار : خلود فلا موت ..</SPAN>
ثم قرأ صلى الله عليه وسلم : </SPAN>{ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
}..{ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ، إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } ) .</SPAN>
وقال الله واصفاً آخر أحوالهم : </SPAN>{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ، وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } .</SPAN>
فيا ويل من هذه الدار داره..</SPAN>
ألا أنها نار </SPAN>{ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }</SPAN>
ألا فليستحي العبد من ربه ..</SPAN>
ألا فليستحي العبد من ربه </SPAN>..</SPAN>
أن تكون نعم الله عليه نازلة في كل الحالات ..</SPAN>
ومعاصيه إلى ربه صاعدة في كل الأوقات ..</SPAN>
وليعلم الجميع..
وليعلم الجميع..</SPAN>
أنَّ الله يمهل ولا يهمل ، وأنه أخذ العصاة أخذهم أخذ عزيز مقتدر ..</SPAN>
واعلموا رعاكم الله ..</SPAN>
أنَّ أعقل الناس محسن خائف.. </SPAN>
وأحمق الناس مسيء آمن ..</SPAN>
فلا يطمعنَّ البطَّال في منازل الأبطال..</SPAN>
قال عبد الرحمن الأسدي قلت لسعيد بن عبد العزيز : ما هذا البكاء الذي يعرض لك في صلاتك ؟ </SPAN>
قال : يا ابن أخي وما سؤالك عن ذلك ؟! </SPAN>
قلت يا عم لعل الله ان ينفعني بذلك .. </SPAN>
قال : ما صليت صلاةً إلا تمثلت لي جهنم أمامي ...
ما صليت صلاةً إلا تمثلت لي جهنم أمامي ..</SPAN>
فاتقوا الله عباد الله.. </SPAN>
اتقوا الله حق التقوى ...فإنَّ أجسادنا على النار لا تقوى .. </SPAN>
اتقوا الله حق التقوى ...فإنَّ أجسادنا على النار لا تقوى ..</SPAN></SPAN>
</SPAN>
يا من أمات وأحيا ، وأقصى وأدنى ، وأسعد وأشقى ، وأضل وهدى ، وأفقر وأغنى ، وأبلى وعافى ، وأضحك وأبكى ، وقدّر وقضى ..</SPAN>يا من لا يقصد إلا بابك ، ولا يتوجه إلا لجنابك..</SPAN>أنت العلي العظيم الذي لا حول ولا قوة لنا إلا بك..</SPAN>من نقصد وأنت المقصود و، وإلى من نتوجه وأنت الحي الموجود ، ومن ذا الذي يعطي وأنت صاحب الكرم والجود ، ومن ذا الذي يُسأل وأنت الربّ المعبود ..</SPAN>يا من لا ملجأ منه إلا إليه ، يا من يجير ولا يجار عليه..</SPAN>أمرت ونهيت ، وحكمت وقضيت ، فلا راد لفضلك ولا معقب لحكمك..</SPAN></SPAN> تحيا قلوب العارفين بذكركم وقع النداء ألست بركم ؟!
</SPAN> | </SPAN> | والجاهلون قلوبهم أموات قلنا : بلى وأجابت الذرات
</SPAN> |
يا الله يا أرحم الراحمين .. يا حي يا قيوم .. ياعلي يا عظيم ..يا ذا الجلال والإكرام ..</SPAN>أنت الله.. </SPAN>أنت الرحمن الرحيم ..</SPAN>خلقتنا رحمة من غير حاجة لنا ، ورزقتنا وكفيتنا وآويتنا وتكفلت بأرزاقنا وآجالنا منَّاً وكرماً منك ..</SPAN>اللهم فأحينا مسلمين،وتوفنا مسلمين،وألحقنا بالصالحين لا مغيرين ولامبدلين ولا خزايا ولا مفتونين ..</SPAN>نسألك اللهم حبك ، وحب من يحبك ، وحب عملٍ يقربنا إلى حبك يا ربَّ العالمين ..</SPAN>اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا وأهلينا والمسلمين من النار يا عزيز يا غفار..</SPAN>اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..</SPAN>ياحي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ..</SPAN>اللهم قنا شرور أنفسنا وسيئآت أعمالنا ..</SPAN>اللهم رحمتك نرجو.. اللهم رحمتك نرجو ..فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ..</SPAN>ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ..</SPAN>اللهم انصر من نصر الدين ، واخذل من خذل عبادك الموحدين ..</SPAN>اللهم اكفنا شر المستهزئين ، وشر الساخرين يا ربَّ العالمين ..</SPAN>آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك </SPAN>يا ربَّ العالمين..</SPAN>ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ..</SPAN>عباد الله ..</SPAN>{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بَالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعْلَكُمْ تَذَكَّرُونَ } .</SPAN>فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله ما تصنعون..</SPAN></SPAN>
</SPAN>
مصدر المادة الصوتية : مكتبة الصوت الإسلامي .</SPAN> </SPAN>
</SPAN>